TESTIMONIALS


6/7/2021 12:08 PM
راما هاني

اثنا عشر عاماً بين زيًّ مدرسيّ محدد وجدول مرتب وأساتذة عظام، لن ننسى يوما فضلهم وأساليبهم المدروسة في الترغيب والترهيب وضحكاتهم وغضبهم وإرشادهم القاسي والحاني غالبا، بين آيات من ذكر حكيم، وسلام ملكي ونشيد، وطابور مراقب تتخلله المخالفات البريئة والتوبيخات العظيمة والساخرة أحيانا؛ فمربي الصف بالمرصاد!!


اثنا عشر عاماً مروا بسرعة حقا لم أدركها؛ فها أنا أبحث عن حافلة تنقلني إلى الجامعة، وما أدراك ما الجامعه! بصدق عالم جديد، شعور لم أجد في كلمات لغة فصيحة ما يصفه حق الوصف، خوف من جديد مجهول وأي جديد، ورغبة تنغصها غصة فراق الرفيق والمدرسة.

بوابة قاسيه غريبة، لا تشبه تلك البوابة التي احتضنتني سابقا كل صباح، بوابة أخفت خلفها المزيد وأي مزيد! رفاق ولا رفاق وأناس غريبون كلٌّ له هدفه وهناك "من لا يملك هدفا"، ودراسة ليست كالتي أعرفها؛ فأنا الذي سأبحث عن الصف والأستاذ لا هو الذي سيبحث عن الصف! كل درس في مكان وحينها كنت قد شعرت بأن كل درس في مدينة، والسؤال عن المكان مجازفة، فمنهم من سيقذفك إلى أبعد مكان عن الدرس بهدف الضحك، ومنهم من سيتذكر نفسه ويصطحبك إلى القاعة، والسؤال عن التخصص والمواد والأساتذة، منهج للتعرف والحظ فيه يلعب؛ فبيد من ستسقط ليجيبك؟ فالكل هناك يعد نفسه فقيها، فمنهم الفقيه ومنهم من لا يعرف شيئا عما يجيب!

عالم لا أخفي شعوري بالذهول منه، بل شعوري باختلاط المشاعر بين رعب وعجب ورغبة، في لحظة حينها شعرت بأني لا أريد، لن أحتمل و لن أقدر؛ فاللغة صعبة والأساليب أصعب والأساتذة أكثر صعوبة، والرفاق ليسوا كالذين تركناهم، في لحظة شعرت بأني لن أكمل ولن أدرس؛ لن أقدر، كررتها بين قلبي وذاتي كثيرا؛ إلى أن أدركت أني أريد وسأحتمل ولهذا سأقدر؛ فكل جديد غريب سيصبح مألوفا، وها أنا الآن قد قطعت نصف الطريق، وأفكر بأن أسلكه إلى الأبد، وها انا أحاول رسمه طريقا أبديا؛ "فقد عشقته" ورأيت فيه ذاتي؛ لأني قررت سالفا أني سأقدر ورسمت سبيلا يزدان بالأمل والعمل والشوق لعلم خفت منه في بدايته، ولكني عرفت أنه خير رفيق...