الجامعة الأردنية :: كلية العلوم:: اخر الاخبار
  • 18 - Jun
  • 2025

الحائزة على جائزة نوبل في الفيزياء آن لويلييه في ندوة علمية نظمها فريق لامدا الفيزيائي في الجامعة الأردنية بمناسبة اليوم العالمي للضوء 2025



 

في إطار جهوده المستمرة لتعزيز التواصل العلمي ونشر العلوم، استضاف فريق لامدا الفيزيائي في الجامعة الأردنية العالمة الحائزة على جائزة نوبل في الفيزياء آن لويلييه، في اليوم العالمي للضوء (يوم الجمعة 16 أيار 2025)، في حوار جمعها مع الطلبة والباحثين والجمهور العام من محبي الفيزياء.

 

كان ذلك في ندوة علمية عامة نظمها فريق لامدا الفيزيائي بمناسبة اليوم العالمي للضوء والسنة الدولية لعلوم وتكنولوجيا الكوانتم، وبالتزامن مع مرور عشر سنوات على تأسيس فريق لامدا الفيزيائي والذكرى الستين لتأسيس كلية العلوم في الجامعة الأردنية.

 

وافتتَحت الندوة وأدارت الحوار فيها الدكتورة حنان سعادة، أستاذة الفيزياء الذرية والجزيئية في قسم الفيزياء والمشرف المؤسس لفريق لامدا الفيزيائي، وقدمت عرضًا خاصا بعنوان "آن لويلييه: من فتاة صغيرة في باريس إلى حائزة على جائزة نوبل في لوند"، رحبت من خلاله بطريقة غير تقليدية بخامس امرأة في التاريخ تحصل على جائزة نوبل في الفيزياء. وافتتحت سعادة المقدمة بالقول:"من غير الإنصاف أن يحتفي العالم بأحد العلماء من خلال الإشادة بآخر إنجازاته فقط، حتى لوكان ذلك الإنجاز هو جائزة نوبل، إذ ينبغي تسليط الضوء على تاريخ حافل بالتميز والإلهام يقف وراء هذا الإنجاز".

 

وأضافت أنّه "في منتصف إحدى ليالي عام 1969 في باريس أيقظت عائلة محبة للعلم طفلتها ذات العشر سنوات لتشاهد أول هبوط للإنسان على سطح القمر، هذه الطفلة آن لويلييه برعت في الرياضيات والفيزياء إلى أن حصلت على درجة الدكتوراه في الفيزياء الذرية من جامعة بيير وماري كوري". واستعرضت سعادة مسيرة لويلييه كطالبة وباحثة وأستاذة جامعية، وربطت بينها وبين مخترع الليزر "ثيودور مايمان" وملهمة العلماء "ماري كوري". ولم يفتها أن تلفت انتباه الحضور إلى التشابه الكبير في التحديات والطموح بين آن لويلييه وماري كوري.

 

من جانبه، رحب الدكتور محمود الجاغوب عميد كلية العلوم في كلمة ألقاها باسم الجامعة الأردنية بالعالمة الضيفة، وأعرب عن سعادته باالاستماع إلى هذه القامة العلمية والاستفادة من خبراتها، مقدما الشكر للدكتورة حنان سعادة على مبادرتها بدعوة عالمة حائزة على جائزة نوبل، ومثنيا على دور فريق لامدا الفيزيائي في تنظيم هذه الندوة، وجاء في كلمته "إنه لشرف عظيم ومصدر إلهام لنا جميعا أن تتحدث إلينا الدكتورة آن لويلييه في هذه المناسبة الهامة، اليوم العالمي للضوء والسنة الدولية لعلوم وتكنولوجيا الكوانتم"، وأضاف "وإذ تحتفل الجامعة الأردنية بالذكرى الستين لتأسيس كلية العلوم، والذكرى العاشرة لتأسيس فريق لامدا الفيزيائي، تواصل كلية العلوم التزامها الراسخ في تطوير التعليم والبحث العلمي، كما يواصل فريق لامدا الفيزيائي دوره الحيوي في تعزيز التواصل العلمي والمشاركة العامة".

 

واشتملت الندوة التي عقدت تحت رعاية عميد كلية العلوم على مقدمة موجزة عن فريق لامدا الفيزيائي: نشأته ورسالته ودوره في نشر المعرفة، قدّمتها الطّالبةُ ريم سيف، جاء فيها "وعلى مدار عشر سنوات، لعب فريق لامدا الفيزيائي دورًا فاعلًا في الارتقاء بمستوى التوعية بالفيزياء في الأردن، وتجلى ذلك من خلال العديد من أنشطة التوعية والمحاضرات العامة والندوات العلمية التي نظمها الفريق على المستويين المحلي والدولي"، وأضافت "نأمل في السنوات القادمة أن نواصل رسالتنا االمبنية على الفضول والشغف بالفيزياء، وأن نوسع عضوية الفريق لتتجاوز حدود الجامعة الأردنية وتمتد إلى كل المهتمين بخدمة رسالتنا النبيلة".

 

وعرضَت الدكتورة آن لويلييه أثناء الندوة نظرةً عامّة عن علم الأتوثانية، بدءًا من توليد التوافقيات عالية الرتبة ووصولًا إلى قياس نبضات ضوء الأتوثانية واستخدامها في رصد حركة الإلكترونات داخل الذرات. وقد جمعت لويلييه في حديثها بين التبسيط والتخصصية، كما تطرقت إلى أهمية الليزر في تفعيل هذا المجال البحثي، مستشهدة بالاكتشافات التاريخية لمن سبقها من العلماء والباحثين منذ اختراع الليزر عام 1960 وحتى حصولها على جائزة نوبل عام 2023، ممن ساهمت أبحاثهم على مدار عقود في تطويع الليزر لخدمة الإنسانية.

 

وشكرت الدكتورة آن لويليه الجامعة الأردنية على الدعوة الكريمة، والدكتورة حنان سعادة على المقدمة الاستثنائية التي افتتحت بها الجلسة، والحضور جميعا على المشاركة الفعالة والأسئلة المهمة، كما وجهت كلمة خاصة لفريق لامدا الفيزيائي في الذكرى العاشرة لتأسيسه قالت فيها: "أنا معجبة جدًا برسالة هذا الفريق، ومعجبة أيضًا بمرور عشر سنوات على تأسيسه، أشجعكم بشدة على مواصلة عقد اللقاءات العلمية ونشر التوعية بأهمية علم الفيزياء، استمروا في إلهام الأجيال القادمة من العلماء ذكورا وإناثا"ِ.

 

هذا وأجابت الدكتورة لويلييه عن أسئلة الحضور عن علم الأتوثانية: تطبيقاته ومحدداته وآفاقه المستقبلية، بالإضافة إلى أسئلة تناولت مسيرتها الشخصية ورؤيتها العلمية وأفكارها حول الفيزياء والتوعية الفيزيائية.

 

وفي الرد على استفسارات الطلبة الحضور حول دراستها للفيزياء والرياضيات، وحبها لميكانيكا الكوانتم والفيزياء الذرية، أشارت لويلييه أنها حظيت بتشجيع والديها منذ أن كانت طفلة، إلا أن السر وراء اهتمامها بالفيزياء والرياضيات عموما وميكانيكا الكوانتم على وجه الخصوص، يعود إلى كفاءة المعلمين الذين درسوها في المدرسة والجامعة، ووصفت حبها للفيزياء بأنه شغف ومتعة. 

 

وردا على سؤال عن التحديات التي واجهتها خلال مسيرتها البحثية، أشارت لويلييه إلى أنها كانت معظم الوقت الأنثى الوحيدة في الفريق، منذ أن كانت طالبة دكتوراه وخلال السنوات الأولى من عملها كباحثة، مما كان له أثرا سلبيا في تعزيز شعورها بالوحدة أحيانًا، كما كان له أثرا إيجابيا نوعا ما، في منحها فرصة الظهور في مجال يهيمن عليه الرجال. وأكدت أنه كثيرا ما قيل لها عند حصولها على جائزة أو منحة ما، خاصة في سنواتها الأولى "ماكانت لتحصل عليها لولا أنها امرأة"، وأنها أوشكت على تصديق ذلك لسنوات عديدة، ولكن فيما بعد طُـلب منها أن تكون مُقيّمة لمثل هذه المنح إذ أصبحت عضوًا في لجنة مجلس البحوث الأوروبي، فأدركت كم أن التقييم مهني للغاية ولا يعتمد إلا على التميز العلمي، "كان ذلك بمثابة ارتياح لي، لكن الأمر استغرق مني بضع سنوات حتى أفهم ذلك".

 

وفي معرض الحديث عن جائزة نوبل، أشارت لويلييه أن جائزة نوبل لا تعني أن تكون عالمًا جيدًا، بل تعني أنك قدمت اكتشافًا مفيدًا للبشرية، لذا، بالطبع، هناك العديد من العلماء المتميزين للغاية الذين لم يحصلوا على جائزة نوبل. منوهة إلى أن العالم الحقيقي لا يسعى للحصول على الجائزة، بل عليه أن يسعى لإجراء أبحاث ذات جودة عالية، وعليه أن يستهدف نشر العلم بين الناس وتوجيه الأجيال الصاعدة.

 

بدوره، أشاد فريق لامدا الفيزيائي بالحوار الملهم مع الدكتورة آن لويلييه، الذي كان له عميق الأثر في إثارة الفضول المعرفيّ وتعزيز الشغف في نفوس الحضور من الطلبة والباحثين والجمهور العام، وقالت الطالبة ريم سيف في ختام الندوة: "إنها لحظة تاريخية ومؤثرة جدا أن حاورنا الدكتورة آن لويلييه في اليوم العالمي للضوء، وهو اليوم ذاته الذي يستذكر فيه العالم اختراع أول ليزر ناجح على يد العالم ثيودور مايمان، شكرا دكتورة لولييه، لقد مكنتنا أبحاثك من مراقبة حركة الإلكترونات في نطاقات زمنية لم نكن نتخيلها من قبل، ساعدتنا على الاقتراب قليلاً من فهم العالم في جوهره، وغيّرتِ فهمنا للواقع والزمان، وهذا أمرٌ مذهل، شكرًا لكِ".

 

واستقطبت الندوة الّتي عقدت بصورة افتراضيّة عبر الإنترنت وامتدت أكثر من ساعتين جمهورًا متنوّعًا من الطّلبة والمدرّسين والباحثين وعموم المهتمين بالفيزياء والعلوم، من الأردن والجزائر وكندا والصين وكولومبيا وإثيوبيا والهند وإيران وإيطاليا واليابان وليبيا والمغرب وباكستان وفلسطين ورومانيا وجنوب أفريقيا والسودان والسويد وسوريا وتونس وتركيا وأوغندا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة.

 

هذا وقد جرى تسجيل الندوة كاملة ومشاركتها على قناة فريق لامدا الفيزيائي على اليوتيوب.

https://www.youtube.com/watch?v=U1nVFlRmZu8

 

يذكر أن الدكتورة آن لويلييه، أستاذة الفيزياء الذرية في جامعة لوند في السويد، وُلدت في باريس عام 1958، وحصلت على درجة الدكتوراه في الفيزياء عام 1986 من جامعة بيير وماري كوري. حازت على العديد من جوائز الفيزياء لأبحاثها، وانتُخبت عضوًا أجنبيًا في أكاديميات علمية في السويد والولايات المتحدة، والنمسا وإيطاليا وفرنسا. في عام 2023، مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء مناصفةً مع بيير أغوستيني وفيرينك كراوس، تقديرًا لـ"أبحاثهم التجريبية في دراسة حركة الإلكترونات في المادة باستخدام نبضات ضوء الأتوثانية".

 

هذا وتجدر الإشارة إلى أن فريق لامدا الفيزيائي هو فريق علمي تطوعي من محبي الفيزياء، أسّسته وتشرف عليه الدكتورة حنان سعادة في قسم الفيزياء في الجامعة الأردنية منذ عام 2015، يُعنى بنشر المعرفة وحب العلم، ويسعى إلى نقل جمال العلوم بشكل عام، والفيزياء بشكل خاص، إلى الجمهور بطريقة إبداعية.

 رابط الفيديو المسجل للندوة:


 


1-Anne-L-Huillier_Hanan-Sa'adeh_LAMBDA_UJ_IDL2025.jpg

2-Anne-L-Huillier_Group-Picture_LAMBDA_UJ_IDL2025.jpg