اختتام مؤتمر علمي للحد من مخاطر انحسار مياه البحر الميت

اختتمت في عمان أعمال مؤتمر جمعية علماء الأرض والمهندسين الأوروبيين، حول موضوع تراجع مستوى مياه البحر الميت ونتائجه، المتمثلة بظواهر الهبوطات والانهيارات الخسفية والمخاطر الناجمة عنها، وقد عقد هذا المؤتمر بمشاركة نشطة من الباحثين الأردنيين من الجامعة الأردنية والجامعة الهاشمية وجامعتي مؤتة واليرموك وجامعة آل البيت وسلطة المصادر الطبيعية، إضافة لنقابة الجيولوجيين الأردنيين ممثلة بالنقيب الجيولوجي الأستاذ بهجت العدوان ورئيس اللجنة العلمية في النقابة الدكتور مصدوق التاج، إضافة للمنتدى الأردني للتخطيط الممثل بالدكتور مراد الخلالدة.

 

 

وقد عقد ذلك المؤتمر برئاسة الشرف العلمية للبروفيسور نجيب أبو كركي أستاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل وعميد كلية العلوم في الجامعة الأردنية، والذي قدم البحث الرئيس الأول مفتتحا المؤتمر، حيث عرض أمام المشاركين من العالم العربي وأوروبا وأمريكا ملخصا لجهود عشرين عاما من المراقبة والدراسات والأبحاث، التي خلصت للدعوة إلى ضرورة اعتماد نظام إنذار مبكر ضد مخاطر الانهيارات بأسرع وقت ممكن، وبما يسهم بفعالية في حماية الاستثمارات البليونية التي تم إنشاؤها، أو ما زالت في طور الإنشاء وعلى المخططات في تلك المنطقة.

 

 

جدير بالذكر أن المؤتمر المنظم من قبل هيئة علمية رفيعة بأوروبا، قد شهد ثقلا علميا واضحا لصالح نظام الإنذار المبكر، المستند إلى قياس ومراقبة التشوهات الأرضية باستخدام تقنيات التداخل الراداري الفضائية، التي رصدت تلك التشوهات منذ عام 1992، وهو نظام سيتمخض عنه تصنيف دقيق لشواطئ البحر الميت الأردنية المتفاوتة في مدى تأثرها بظواهر الهبوطات، تبعا لتراكيبها الجيولوجية الموضعية إلى مناطق آمنة وأقل أمانا وحتى الأكثر خطورة، مما يضع أمام المهندسين والمستثمرين تصورا دقيقا لواقع الأمر والاحتياطات التصميمية والتنفيذية الواجب اتخاذها لضمان أكبر درجات الأمان للاستثمارات في المنطقة.

 

 

وقد قدم أيضا البروفيسور إلياس سلامة أستاذ الهيدروجيولوجيا في الجامعة الأردنية عرضا مفصلا للواقع المائي للبحر الميت، والعوامل التي أدت لتفاقم مشاكله خلال العقود الأربعة الماضية.

 

 

هذا وقد عقد المؤتمر بدعم من كل من شركة البوتاس العربية، والمركز العربي للدراسات الهندسية، إضافة لشركة كيلر وشركة سارماب السويسرية، وبحضور خبراء دوليين بمشكلات البحر الميت منهم كل الدكتور داميان كلوسون من بلجيكا، والدكتور باولو باسكوالي مدير شركة سارماب لتطوير البرمجيات المعالجة لبينات التداخل الراداري الفضائية، وهما يشكلان وفرقهما البحثية في كل من بلجيكا وسويسرا فريقا بحثيا متكاملا، يتعاون مع البروفيسور أبو كركي منذ عام 1996 للأول، و2006 للثاني، لبلورة نظام الإنذار المبكر المذكور، حيث دعا المؤتمر في ختامه إلى الاعتماد السريع لذلك النظام للحد من نتائج المخاطر المتفاقمة في المنطقة.