زرعوا فأكلنا أم زرعوا فقلعنا ؟

بالأمس كنت مع الأستاذ الدكتور شاهر المومني عميد كلية العلوم نتداول الحديث في بعض شؤون الكلية وطلبتها، ولامس حديثنا علاقة الطلبة بالكلية ومنشآتها وحدائقها، فذكرت له كم كان الخريجون قبل عقود يحرصون على أن يتركوا أثراً مستديماً يذكربهم، إذ كانوا في كل عام في سبعينيات القرن الماضي يزرعون أشجاراً في ساحات الكلية وحدائقها، ومن بينها شجرات أرْز مميّزة ونادرة، وكم كنت أبتهج وأنتعش كلما مررت بجوارها باسقة علت قممها لتتجاوز أسطح مباني الكلية، فطلب مني وعلامات الحزن ترتسم على وجهه، أن أصطحبه إلى الحديقة في اطلالة على إحدى هذه الشجرات التي كبرت لتظلل مساحة تكفي سعة غرفة صف من الطلبة، لأرى كيف يحافظ طلبة هذا اليوم على ارث أسلافهم ويعتنون به! ذهلت وصدمت مما رأيت، فقد عبثت أياد بساق احدى هذه الأشجار وجردتها من لحائها مما أسهم في موتها. فهل من تفسير لما قام به ذخر الأمة لمستقبلها، طلاب الجامعة ؟ إن كانوا هم أصحاب هذا الانجاز! أنا عاجز عن التفسير. إن كان اغتيال الإنسان جريمة كبرى فاغتيال الشجرة جريمة أكبر، فحياة البشرية بنيت على ما أنبتته الأرض الطيبة، فمتى نزرع فيأكلون؟
 
... بقلم الاستاذ الدكتور موسى الناظر
 

كلية العلوم

"المكان الذي يمكنك من خلاله العثور على البيئة العلمية الفضلى، ونأمل لكم أفضل التمنيات في الحرم الجامعي "