جهود كلية العلوم في قطاع الهواء في الاردن

تحت رعاية الاستاذ الدكتور اخليف الطراونة رئيس الجامعة الاردنية وضمن احتفالات الجامعة الاردنية بالذكرى الخمسين لتاسيسها اقيمت ندوة بكلية العلوم بعنوان " اسهامات كلية العلوم في حل مشكلات الاردن البيئية، ترابا وماء وهواء" يوم الخميس الموافق 13-12-2012

حيث قام الدكتور طارق حسين الاستاذ المشارك بقسم الفيزياء والمتخصص بعلوم تلوث الهواء والبيئة بالقاء محاضرة وضح فيها الاثار البيئية والصحية للملوثات الهوائية واليكم ملخص المحاضرة:

بشكل عام ، المدن هي مركز الكثافة السكانية و النشاطات الإنسانية التي من اهمها الصناعة و حركة وسائط النقل و إنتاج و إستهلاك الطاقة . حدوث مثل تلك النشاطات يصحبها ملوثات بأنواع مختلفة تطرح و تتجمع في البيئة على شكل مواد صلبة أو سائلة أو هوائية . لذلك و خلال عقود مضت إهتم العلماء بدراسة هذه الملوثات من حيث مصادرها و خصائصها و آثارها السلبية على المحيط الموجودة فيه . فعلى سبيل المثال ، إرتفاع تراكيز الغازات الدفيئة في الجو أدى إلى خلل في الإتزان الحراري في الكرة الأضية مما سبب مشاكل اخلَت في النظامين البيولوجي و الجيولوجي . بالإضافة إلى الملوثات الغازية ، فالهواء الذي نستنشقه يحمل عوالق هوائية يتراوح حجمها من عدة نانومترات (واحد نانومتر يعادل جزء من المليار من المتر) إلى عشرات الميكرومترات (واحد ميكرومتر يعادل جزء من المليون من المتر) مما يجعلها قادرة على الترسب و التجمع في الأجزاء المختلفة للجهاز التنفسي الذي من خلاله قد تنفذ إلى مجرى الدم و من ثم الإنتشار بعد ذلك في أنحاء الجسم على مستوى الأعضاء و الخلايا و حتى على مستوى الحمض النووي داخل الخلية . بالإضافة إلى الآثار الصحية السلبية الناتجة عن العوالق الهوائية فإنها تسبب خللا بيئيا على المستوى المحلي كنقصان مدى الروؤية في الجو أو على المستوى الإقليمي كتغيير الإتزان الحراري للكرة الأرضية .

قمنا في قسم الفيزياء في الجامعة الأردنية بقياس التركيز العددي للعوالق الهوائية في منطقة قريبة من وسط مدينة عمان و أيضا في داخل حرم الجامعة الأردنية . حسب قياساتنا فإن التركيز العددي في المنطقة القريبة من وسط المدينة قد يصل إلى قيمة قصوى تصل إلى مئة و عشرين ألف جسيم في السنتيمتر المكعب من الهواء و أما في الحرم الجامعي فقد تصل إلى خمسين ألفا . بالمقارنة مع مدن دول الإتحاد الأوروبي ، فإن هذه التراكيز المقاسة في مدينة عمان هي أربعة أضعاف ما هو موجود في تلك المدن . هذا يتطلب منا إتخاذ تدابير وقائية و تطبيقية حاسمة للتقليل من انبعاث الملوثات الهوائية بجميع أشكالها و خصوصا الناتجة من عوادم السيارات . فعلى سبيل المثال ، تعرض مجتمعنا لهذه الملوثات الهوائية قد ينجم عنه آثار صحية و أمراض مزمنة قد تكلف الميزانية العامة مبالغ كبيرة للعلاج و إعادة التأهيل . فإتخاذ التدابير الوقائية و تطبيق القوانين البيئية سيعود أيضا بتوفير بيئة نظيفة لإنشاء جيل سليم من ناحية صحية . فكما قال المغفور له الملك الحسين رحمه الله : الإنسان أغلى ما نملك . فلنعيد النظر في سلوكياتنا و كيفية تعاملنا مع البيئة إبتداء منا كأفراد و إنتهاء بأصحاب القرارات في المراكز الحكومية .